يناير 7, 2016 توسيع جغرافية التصدير الزراعي يعد إنجازا هاما لأوكرانيا في عام 2015       يونيو 4, 2015 العراق يريد استيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا بدون وسطاء

الصور

الفيديو

أسعار العملات العربية بالعملة الأوكرانية:

AED
BHD
EGP
KWD
LBP
OMR
QAR
SAR
SYP

2015-07-06

+32 كييف
+28 دونيتسك
+31 دنيبروبيتروفسك
+31 لفيف
+27 أوديسا

الثورة الوطنية الأوكرانية

   وفي الثالث والعشرين من فبراير عام1917 اندلعت الثورة في بيترو غراد, وتم تغيير اسم الامبراطورية الروسية سانت بيتروسبورج إلي بيترو غراد خلال الحرب الألمانية الروسية عام1914. وانضم عشرات الاّلاف من الجنود من الثكنات المحلية إلي العمال في اليوم الثالث للصراع. وظهرت سلطتان في مساء يوم السابع والعشرين من فبراير، ولعب كل هذا دورا أساسيا في الأحداث التالية: إنشاء مجلس نواب العمال والجنود لبيترو غراد واللجنة المؤقتة للدوما (البرلمان) وتنازل القيصر نيكولاي الثاني عن العرش في الثاني من مارس, وشكلت لجنة الدوما بالاتفاق مع مجلس بيترو غراد الهيئة التنفيذية للسلطة الجديدة. الحكومة المؤقتة التي كان يتعين عليها التهيؤ للانتخابات الديمقراطية للجمعية التأسيسية كان من الواجب عليها تقرير نظام الحكم في الدولة وإقرار الدستور.

 

السلطات التنفيذية في المقاطعات تحولت إلي المنظمات المدنية, حيث شغل ممثلو الدوائر النقابية والبيروقراطية الإدارية المناصب الرئيسية. وبالنسبة لانتماءاتهم الحزبية (كاديت) فتقريبا كانوا كلهم من الديمقراطيين الدستوريين. ونشأ مجلس المنظمات المدنية الموحدة في الرابع من مارس في كييف. وتم تحويل السلطة التنفيذية إلي مفوضي الحكومة المؤقتة الذين انتموا إلي حكام المقاطعات في العصر القيصري وضباط الشرطة المحليين. أصبح رؤساء إدارات الأراضي علي مستوي المقاطعة والحي المفوضين المذكورين أعلاه. وبدأ عمل اللجان المنتخبة في المراكز بدلا من الضباط.

 

جمعية التقدميين الأوكرانيين التي أسسها ميخائيل جروشفسكي و سيرجيه يفرموف ككتلة سياسية بين الأحزاب, والتي خرجت إلي العمل العلني قبلت بتوصيات الحكومة المؤقتة بتشكيل مجالس المنظمات الأهلية الموحدة في المقاطعات التي بدورها شكلت المجلس الذي مثل كل الأوكرانيين. وكذلك نشأ المجلس المركزي الأوكراني في كييف  في الرابع من مارس بالتزامن مع مجلس المنظمات الأهلية الموحدة. وهذه الهيئة الديمقراطية التمثيلية ظهرت علي خلفية الأحداث الثورية, لتقود حركة التحرير الوطني في كافة المحافظات الأوكرانية. وضمت ممثلي جمعية التقدميين الأوكران ورجال الدين الأرثوذكس والاشتراكيين الديمقراطيين التقدميين الأوكرانيين, وكذلك رؤساء الجمعيات والمنظمات التعاونية الثقافية التربوية العسكرية الطلابية والعملية. وما زال ميخائيل جروشفسكي الذي هو زعيم حركة التحرير الأوكرانية المعروف في المنفي حين انتخب رئيسا  للمجلس المركزي.

 

منظمة المجالس العمالية بدأت أعمالها في مراكز أوكرانيا الصناعية, ومنظمات مجالس الجنود في الثكنات وعلي الخط الأمامي مباشرة بعد قلب النظام الملكي, وتم تأسيس المجالس العمالية في خاركوف, كييف, كاترينوسلاف, كريمنشوك. وتلك المجالس كانت المنظمات اللاحزبية  التي لم تكن لها سابقاتها التاريخية. وكان ظهورها الأول خلال ثورة ما بين عمي 1904و1907 وشهد ظهورها من جديد عام1917 عدم ثقة العمال بأي مؤسسة حكومية. وكانت دعوة لمصادرة أدوات الإنتاج الأكثر شهرة في تلك المجالس. ولمنتصف عام1917 تم تشكيل 252 مجلسا في تسع مقاطعات أوكرانية  بما في ذلك 180 في دونباص.

 

وأرادت الأحزاب الاشتراكية المتمثلة في الثوريين الاشتراكيين والديمقراطيين الاشتراكيين ( الأقلية) التي أثرت في مجالس العمال والجنود خلال أشهر الثورة الأولي, أرادت تشكيل الجمهورية الديمقراطية البرلمانية, ولم يكن في نيتهم إعلان المجالس تحت إشرافها, أو الهيئات الحكومية لأخذ زمام السلطة السياسية. ولذلك أيدت الحكومة المؤقتة الشرعية, وتقسيم الاشتراكيين الديمقراطيين من قبل البلاشفة بعد أن وصل زعيمهم لينين من المنفي في أبريل عام1917. وأضاف شعار (كل السلطة للسوفييت) إلي عقيدتهم. فالبلاشفة وقفوا في طريق توجه العملية الثورية الديمقراطي, وأخذهم الإشراف علي المجالس (السوفييت) وإعلان الجمهورية السوفييتية كان يعني تأسيس ديكتاتورية حزب البلاشفة السياسي. وتبين أن شعار تأميم أدوات الإنتاج كان يعادل تأسيس ديكتاتوريتهم الاقتصادية.

 

وازداد عدد البلاشفة في المقاطعات الأوكرانية ازديادا سريعا من 2000 قبل الثورة إلي 10000 حتي نهاية أبريل 1917. وبمجرد كونهم الأقلية في المجالس فقد بدأوا يشكلون الجيش لخوض الحرب الأهلية التي توقعوها ونظموا كتائب العمال الميليشيات والجيش الأحمر. وعطلت مقاومة المجالس تحت إشراف حزب الأقلية والثوريين الاشتراكيين وردود فعل السلطات المحلية للحكومة المؤقتة هذا العمل إلي حد ما. ولكن تشكلت ميليشيات الجيش الأحمر في كييف, خاركوف, كاترينوسلاف ,أوديسا.

 

وخلال ذلك الوقت تطورت الثورة الوطنية وكان البرنامج الوطني ثقافيا أكثر من غيره في إعلانات المجلس المركزي الأولي. ورفع ميخائيل جروشفسكي الذي عاد من المنفي شعار دستور الحكومة الذاتية الوطنية لأوكرانيا. ودعا رئيس الهيئة الديمقراطية التمثيلية الأوكرانيين لعدم ضم الأراضي التي مثل الشعب الأوكراني أغلبية السكان فيها, فكانت 9 مقاطعات ( وفي الوقت اللاحق) نشأت أوكرانيا السوفييتية علي أراضيها, بما في ذلك كوبان المقاطعة الشمالية, والمقاطعتان الجنوبيتان لبيسا رابيا منطقة خلم والمقاطعات الغربية لمنطقة جيشدون والمقاطعة الجنوبية لإقليم فورونيج.

 

وخلال شهرين من الثورة تم تشكيل الأحزاب السياسية بشكل مكثف في أوكرانيا. وتم تشكيل حزب الفيدراليين الاشتراكيين علي أساس جمعية التقدميين الأوكرانيين, وكان لهذا الحزب النفوذ الكبير في المجلس المركزي, ولكنه لم يصبح وحيدا, وكذلك تم تشكيل حزب الثوريين الاشتراكيين الأوكراني. وصار هذا الحزب الأكثر حجما بين الأحزاب القومية ولمنتصف

 عام1917 ضمت حوالي 75 ألف عضو. عدد أعضاء حزب الاشتراكيين الثوريين لكل روسيا كان الأكبر دون منازع في المقاطعات الأوكرانية. وحزب الاشتراكيين الديمقراطيين الأوكرانيين بزعامة فلاديمير فنيتشنكو وسيمون بيتلورا لم يستطع أن يقاوم حزب الأقلية لكل روسيا من حيث عدد الأعضاء. وحتي منتصف عام 1917 ضم حوالي 5 اّلاف عضو, بينما كان عدد أعضاء حزب الأقلية في أوكرانيا  يزيد علي 50000 عضو.

 

 وتم إعلان البلاغ الأول للمجلس المركزي في العاشر من يونيو عام 1917 في مجلس مندوبي وحدات الجيش القيصري التي اكتسبت الصبغة الأوكرانية. وأعلن في هذا البلاغ أن الشعب الأوكراني له الحق في إدارة شئوونه خلال المجلس التأسيسي الأوكراني وتم تشكيله علي الأساس الديمقراطي. وبعد عدة أيام تم تشكيل الهيئة التنفيذية للسلطة في جلسة المجلس المغلقة وكان اسم هذه الهيئة ( الاستشارية العامة) برئاسة فلاديمير فنيتشنكو.

 

وكان لابد للحكومة المؤقتة من الاعتراف بالمجلس المركزي كهيئة حكومية. وبعد هذا النجاح أقر المجلس البلاغ الثاني, حيث أعلن عن تشكيل الاستشارية العامة وتطوير التشريعات والقوانين بشأن الحكومة الذاتية في أوكرانيا.

 

 واستمر تفاقم الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي أثرت في الظروف المعيشية للجماهير الكادحة. وعلي خلفية تلك الظروف كانت للشعارات المتطرفة  للحزب الاشتراكي الديمقراطى لروسيا بزعامة لينين, كان لها الشعبية الأكثر ازديادا. وبلغ عدد البلاشفة في أوكرانيا 33 ألف عضو. وكان عدد أعضاء حزب لينين أقل كثيرا من حزب الأقلية والاشتراكيين الثوريين الأوكران والروس من حيث عدد الأعضاء, ولكنه تميز بانضباطه وعدوانيته. ومنذ النصف الثاني لهذه السنة بدأ البلاشفة وأنصارهم ينتشرون ضد السوفييت من خلال الجيش والعمال. وفي الثامن  من سبتمبر اعترف مندوبو عمال السوفييت في كييف بثورة البلاشفة لأول مرة.

 

وبدأ حزب الديمقراطيين الدستوريين يميل إلي تسوية الأزمة الوطنية قبل استخدام السلطة مهددا بالتطرف اليساري. و برضا زعمائه حاولت الزمرة الحاكمة لجنرالات الجيش بزعامة الجنرال كورينلوف الذي شغل منصب القائد الأعلي للجيش أن تنقلب علي الحكومة المؤقتة, ولكنه فشل لأنه لم يتم الكشف عن المؤامرة.

 

 وكان البلاشفة يلعبون دورا أساسيا في كشفها. وازداد نفوذهم ازديادا مهما في مقاطعات أوكرانيا الجنوبية والشرقية. وقد فقدت الحكومة المؤقتة دعم الشعب تدريجيا بسبب عدم قدرتها علي تنفيذ الإصلاحات. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1917 أسقط  البلاشفة الحكومة المؤقتة, وفي مؤتمر السوفييت لكل روسيا المنعقد في بيترو غراد شكلوا حكومتهم التي سموها مجلس مفوضي الشعب بزعامة لينين. وشكل انقلاب أكتوبر الوضع السياسي الجديد الذي كان للمجلس المركزي أن يرد عليه فورا. وأعلنت بلاغها الثالث بتشكيل الجمهورية الأوكرانية, وفقد زعماء المجلس المركزي بسرعة أوهامهم بشأن تحول روسيا إلي جمهورية ديمقراطية فيدرالية.

 

 وكان الانفصال عن ديكتاتورية البلاشفة أهم مهمة, وفي الليل الثاني عشر من يناير أصدر ميخائيل جروشفسكي البلاغ السادس للمجلس المركزي, حيث أعلن فيه استقلال الجمهورية الأوكرانية الشعبية.

 

 في السابع والعشرين من يناير عام 1918 تم توقيع اتفاقية سلام في الحرب العالمية الأولي بين الجمهورية الأوكرانية الشعبية ودول المحور الأربع في مدينة بريستليتوفسك. وقبل يوم من إبرام الاتفاقية دخل الجيش السوفييتي كييف, وكان ينبغي للمجلس المركزي أن يعترف بأنه كان في حاجة إلي المساعدة العسكرية العاجلة. وفي الثامن عشر من فبراير بدأت الجيوش الألمانية والنمساوية المجرية تحتل أوكرانيا. ووفقا لاتفاقية السلام المبرمة بين روسيا ودول المحور في الثالث من مارس التزم مجلس مفوضي الشعب بالاعتراف باستقلال جمهورية أوكرانيا الشعبية, وبدأت محادثات سلام.

 

 وأزال وجود جيش الاحتلال الوضع الثوري في أوكرانيا. ولوحظ تزايد أنشطة تلك الطبقات الاجتماعية التي طالبت باحترام الملكية الخاصة والقضاء علي الفوضي. يذكر أن الجنرال باولو سكوروباتسكي - الذي كان داعما للنظام القيصري في السابق - استخدم تلك الميول, ووصل إلي السلطة بإعلانه هيتمان دولة أوكرانيا التي خلفت جمهورية أوكرانيا الشعبية. وكانت في يديه السلطات الكاملة قبل دعوة البرلمان للانعقاد.

 

ودعا باولوسكوروباتسكى الشخصيات البارزة التي حاولت العمل البناء بيد أن المحتلين سمحوا بأنشطته في المجال القومي الثقافي. وكان جيش الاحتلال جل همه جمع أكبرعدد من الأطعمة والمواد الخام من أوكرانيا. وكانت هناك المعارك مع الإدارة العسكرية لدول المحور التي تدخلت في شئون سلطات الدولة باستمرار, وشن الفلاحون الحرب علي المحتلين الذين دعموا عودة ملاك الأراضي إلي مزارعهم.

 

وكان بإمكان نظام هيتمان العيش تحت الاحتلال فقط, وتم إبرام الهدنة بين ألمانيا والحلفاء والتي كانت تعني نهاية الحرب العالمية الأولي, وفقدت الجيوش الألمانية والنمساوية المجرية مهام الاحتلال. وتمت الجلسة السرية التي شاركت فيها الأحزاب الأوكرانية في اليوم التالي وتقرر فيها تنظيم مجلس الإدارة للإشراف علي إسقاط نظام هيتمان وعودة جمهورية أوكرانيا الشعبية, وكان يرأس مجلس الإدارة فلاديميرفينتشنكو, وكانت جيوشه تحت قيادة سيمون بيتلورا. وتكونت تلك الجيوش في معظمها من اّلاف المتمردين المتمرسين في القتال. وبعد عدة أسابيع نشر مجلس الإدارة سلطتها علي أوكرانيا كلها.

 

 وكان ظهور مجلس الإدارة غير متوقع لجيران أوكرانيا. وكان الخلفاء يخططون لملء فراغ السلطة في أوكرانيا باستدعاء ما بين اثنتي وخمس عشرة وحدة عسكرية. مع احتلال كييف وخاركوف وفي نوفمبر واجهت جيوش يوسف بيلستوسكي الذي كان يريد توسيع حدود بولندا إلي أقصي شرق ممكن, وتوسيع حدود بولندا التي أنشئت مجددا. وواجهت هذه الجيوش قوات سيمون بيتلورا المسلحة, وأوشكت الجيوش الحمراء لتروسكي تغزو أوكرانيا شمالا وشرقا والجيش الأبيض بقيادة أنطون دنيكن من الجنوب, وكانت هزيمة الإمبراطورية النمساوية المجرية في الحرب العالمية الأولي سببا في تفككها, وإنشاء الدول المستقلة من قبل شعوبها.

 

 و في الثامن عشر من شهر أكتوبر عام 1918 تم تشكيل المجلس الوطني الأوكراني في الفيف, وأعلن النية لتشكيل الدولة علي الأراضي الأوكرانية الاثنية في حدود الإمبراطورية. وطلبت بولندا التي ولدت من جديد تلك الأراضي, وبالتالي أسرع المجلس الوطني باحتلال الفيف وأراضي هاوتشنا الغربية كلها بجيشها, وشكلوا جمهورية أوكرانيا الغربية الشعبية في الثالث عشر من شهر نوفمبر. وأصبح زعيم المجلس الوطني يفجيني بيتوشيفتش رئيسا لاستشارية الدولة. وتم الإعلان عن توحيد الدولتين الأوكرانيتين في مدينة كييف بتاريخ الثاني  والعشرين من شهر يناير عام 1919. وكان ينبغي إقرار بلاغ التوحيد من قبل الجمعية التأسيسية المنعقدة علي كافة أراضي أوكرانيا, ولكن الوحدة الحقيقية لم تتم. وفي عام 1919 احتلت جيوش بولندا المسلحة من قبل الحلفاء هاليتشنا الشرقية وفولين الغربية. وفي بداية يناير بدأت روسيا السوفييتية بغزو جمهورية أوكرانيا الشعبية واحتلت عاصمتها في الخامس من فبراير. وأصبح مقر مجلس الإدارة في مدينة فينسا أولا وبعد ذلك في جميرنكا, ثم بروسكوليف وريفنا. وفي بداية مايو غادر بيتلورا وشخصيات جمهورية أوكرانيا الشعبية الأخري أراضي أوكرانيا.

 

وفي يناير عام 1919 رفضت حكومة أوكرانيا السوفييتية الاسم الذي اعتمده المجلس المركزي, واعتمدت غيره. وكان الاسم الجديد جمهورية أوكرانيا الاشتراكية الشعبية, وتم تغيير اسم الحكومة إلي مجلس مفوضي الشعب كما هو الحال في موسكو. وترأس الحكومة كريستيان راكوفسكي الذي كان شخصية بارزة في الدولية الثانية وقد ظهر في روسيا بعد قدوم البلاشفة.

 

وقدم خدماته, وتمت انتخابات مجالس العمال والجيش الأحمر والفلاحين في ربيع عام 1919. ونتيجة للتلاعب بقواعد التمثيل حصل البلاشفة علي الأغلبية الكاملة, وكان السوفييت بمنزلة غطاء لديكتاتورية الحزب الشيوعي الأوكراني للأكثرية حيث تلقي دعما من قبل الجيش واللجنة فوق العادة. وحسب دستور جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية الذي اعتمد دستور روسيا السوفييتية كنموذج, أصبح مؤتمر السوفييت لكل أوكرانيا أعلي هيئة تشريعية.

 

 وأدت اللجنة التنفيذية المركزية لكل أوكرانيا مهامها خلال المؤتمرات, وكان الملاحظ في بيان الحكومة أن جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية انضمت إلي جمهورية روسيا الاتحادية السوفييتية علي مبادئ الفيدرالية الاشتراكية, ولم يتم توضيح أسس الاتحاد, ولكن تمت الإشارة في برنامج الحزب الشيوعي الروسي للأكثرية المعتمد في مارس 1919 أن الوحدة الفيدرالية للدولة السوفييتية تمثل شكلا للانتقال إلي الوحدة الكاملة. وكان حزب البلاشفة يريد مركزة الإدارة العسكرية والاقتصادية في مدة قصيرة. وأصدرت اللجنة المركزية التنفيذية لكل روسيا مرسوما بالوحدة العسكرية السياسية.إدارات معظم الفروع المهمة للجمهوريات السوفييتية تركزت علي شكل هيئات في موسكو.

 

وعندما أصبحت أوكرانيا جمهورية سوفييتية دخلت في نطاق تجربة عظيمة, وتحول اقتصاد السوق إلي نظام الاقتصاد الحر الموجه. وقد اّمل المزارعون أن تعطيهم الدولة الاستقرار والوضع الاّمن الذي كان يتمتع به ملاك الأراضي كما وعدت الدولة في شعاراتها التي استخدمها البلاشفة في انقلاب أكتوبر. وقد نادي المرسوم الذي أصدرته اللجنة المركزية في فبراير1919 بإنشاء المزارع الجماعية كمهمة مستحدثة في الريف. ولتنفيذ المرسوم فإن حكومة كريستيان راكوفكسي أعطت أولوية لمزارع الدولة والكمبونات التي أنشئت علي أنقاض العقارات المصادرة.

 

وقد نشأت القوة التي أظهرها المزارعون استجابة للسياسة التي أعلنها لينين وسماها الشيوعية العسكرية. عندما فشلت وتم رفضها من قبلهم. الزعيم زليني (دانيل تربيلا) عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي (مستقل) هو أول من عارض الحكومة في منتصف مارس. وقد بذل قصاري جهده لنشر ما يقرب من حوالي 12 ألفا من جنود الجيش علي الجانب الاّخر من نهردنيبرلبيريسلاف و زولوتونوشا. الوحدات العسكرية لنستروماخنو ( الذي سمي الأب أو باتكو) بانتخاب القرية. وقد عمل الزعيم في مقاطعة كاترينوسلاف التي تقع في إقليم هيلوبول. وقد  أبلي  ماكنو بلاء حسنا في قتال جيش دينكين الذي تقليديا دعم القوة السوفييتية, وقد عارض ماكنو حتميا فوضوية المفوض (مسئول في الحزب الشيوعي يعهد إليه ببث المبادئ الحزبية في الوحدات العسكرية) وكذلك عارض السياسة الزراعية لراكوفكسي. ثورة الزعيم م.جريجوريف في مايو 1919 كانت العظمي.

 

وقد أثر المزارعون المناهضون للثورة البلشفية كثيرا في معنويات الجيش الأحمر, لأنه كان يتكون أساسا من المزارعين وأثارالهجرة الجماعية واسترخاء النظام العام. وقد أخذ دينكين-قائد الحرس الأبيض وهو جيش من المتطوعين- المبادرة من مايو إلي أغسطس 1919.

 

وقد احتل الحرس الأبيض أوكرانيا وبدأوا مسيرتهم نحو موسكو. وحينما وضع الاقتصاد تحت تصرف الدولة كون البلاشفة الروس الجيش الذي هو بالتالي حدد مقدار قوات دينكين المسلحة. وفي أول فبراير 1920 حرر الجيش الأحمر كامل أوكرانيا.

 

 وعندما أصبحت هزيمة دينكين حتمية حولت الحكومة السوفييتية اهتمامها تجاه بولندا. وتم وضع بعض المقترحات التي تدعم استقرار السلام واستقرار الحدود, وتم الاتفاق عليها مع حكومة بولندا. وقد كان علي موسكو الموافقة والقبول بشكل وحجم القوات العسكرية التي تكونت في صيف 1919 لترسيم حدود الدولة. وفي الوقت نفسه ومنذ بداية سنة 1920 بدأ لينين سحب قوات الجبهة الغربية وهي الفرقة الأكثر أهمية وتأثيرا من كل الجبهات ومنها الأورال وسيبيريا والقوقاز.

 

وعندما كانت الحرب مع روسيا السوفييتية وشيكة ( الحرب المحتومة) رأي ي.بلوسدوكي رئيس بولندا أنه من المناسب أن ينظم علاقاته مع عدوه السابق س. بيتلورا ودفعته الرغبة باستمرار الحرب لاستقلال ي.ب ر. وقد قبل بيتلورا شروطه. وجاءت الموافقة من وارسو في أبريل 1920. وقد رفضت حكومة بيلسوسكي  النية في أن تمد حدود بولندا إلي حدود بوسبولوتا الغنية ل 1772 واعترفت بي.ب.ر وهذا الامتياز كانت له قيمة رمزية. وكان علي بيتلورا أن يقوم بتنازل حقيقي عندما يقدم  تنازلا متعلقا بحدود الدولة المحتلة بالفعل من قبل قوات بيلسودكي. بيلسودكي لم ينتظر إعادة توزيع القوات السوفييتية في 25 أبريل عام 1920.  وقد بدأ الهجوم علي جبهة طولها 500 كم مستخدما في ذلك قوات 3 جيوش بلغ تعدادها حوالي 450 ألف فرد. 15 ألفا من جنود بيتلورا  تقدموا صفا واحدا مع البولنديين. وفي السادس من مايو نجحوا في احتلال كييف. وقد تقبل لينين  برباطة جأش أول نجاح للبولنديين لأنه كان نجاحا حقيقيا لروسيا. وكان الهجوم المضاد للقولت السوفييتية الذي بدأ في 5 يونيو تحولا إلي هجوم واسع كان علي رأسه م.دوكشيفسكي. وقد شكلت موسكو حكومة علي هيئة دمية متحركة في يدها يرأسها ف.ديزريزنوسكي وجعلوا منه رئيسا علي بولندا المحتلة.

 

إن التهديد الذي نشأ من تهديد حقوق دولة تم غزوها في سنة 1918 وحد الناس يدا واحدة  حول الحكومة. و وصلت بالفعل المساعدات العسكرية من ذخيرة حربية من فرنسا. ولقد أوقفت قوات  م.دوكشيفسكي علي بعد 23 كم من وارسو وقد بدأت في التراجع تحت هجوم بولندي مدمر. وخلال 10 أيام  كانوا بالفعل فوق بولندا. في نهاية سبتمبر كانت طليعة الجيش في إقليم زوتومور وبيردوشيف. الحقيقة التي تبلورت في أكتوبر رسخت موافقة الحزب السوفييتي لبقاء أوكرانيا الغربية وبيلاروسيا (روسيا البيضاء) ضمن حدود بولندا.

 

وبعد انسحاب قوات ي.بيلوسودسكي إلي نهر زيبروج فإن جيش سيمون بيتلورا قاتل علي الجانب الأوكراني لحوالي شهر مع قوات ي.يجوروف. وفي 18 نوفمبر 1920 غادرت قوات بيتلورا جبهة القتال في  فولوشوسك وتراجعت إلي بولندا. ولكن استمر جيش ي.ب.ر في كفاحه  اليائس مع الغارات الحليفة علي الجانب الأيمن. وبعد محاولات عدة عن طريق راكوفسكي استطاعت الحكومة البولندية إيقافهم في نهاية 1921.