نوفمبر 11, 2009 الحبوب الأوكرانية بين زعماء العالم     نوفمبر 4, 2009 تنشيط السوق الأوكرانية للطاقة البديلة

الدولة الأوكرانية أواخر القرن السابع عشر

كان لدولة الهتمان التي أنشأها خملنيتسكي إحتمال كبير في الإستقلال. و بأي حال من الأحوال, فإن الإحتمالات لم تكن ملحوظة لعدة أسباب. لم يكن حتى أواخر القرن السابع عشر أن المشاكل المحلية التي مزقت المجتمع الأوكراني إربا أصبحت أكثر تحديدا كنتيجة لسياسة القيصرية. و قد إندلع القتال الوحشي مباشرة بين بعض الهتمانات و المدعين بأحقيتهم في الهتمان بعد وفاة خملنيتسكي. و قد دخلت البلاد في دوامة الحرب الأهلية و الأزمة السياسية والإحلال الإقتصادى لعدة سنوات.

 

تطلب الموقف الإجتماعي السياسي المعقد المتسبب في المشاكل الحل السريع. و قد جعلت الأخطاء السياسية و الوسائل غير ذات الوزن في المجال الإجتماعي المتناقضات المتاحة في المجتمع حادة جدا. و قد اتبع الهتمان الجديد فيهوسكي (؟- 1664) مسار لتكوين جمهورية أوليجاركية-حكم القلة- و تدريجيا فقد الدعم من الجزء الأكبر من القوزاق. و قد أثبتت زابوريزهيا وعدد من الأنظمة في الضفة اليسرى من أوكرانيا التي إستخفت بطموحات الهتمان أنها معارضة له. كما ساهمت حكومة القيصر المهتمة بإضعاف دولة القوزاق بزيادة القلق الأهلي. كما كانت حكومات الدول المجاورة الأخرى متعجلة للإستفادة من هذا الموقف.

 

و أثناء الحرب الأهلية و التي بدأت في أوكرانيا في ربيع 1658, كان قائدها ( الأول في تاريخ الدولة) أول من بحث عن الدعم من القوة الأجنبية ( ليس للدفاع عن إستقلال الدولة و لكن من أجل القتال مع المعارضة المحلية و الشعب المنتفض).  و قد قام بتكوين قبيلة التتار من أجل سحق النظام الناهض و القوزاق بقيادة بوشكار و قد إتخذ باراباش قرارا بإعادة تجديد الإتحاد مع ريتش بوسبوليتا. و قد نصت إتفاقية الهادياك في 16 سبتمبر 1658 على عودة أوكرانيا القوزاق تحت التاج البولندى متمتعة بالحكم الذاتي. و قد غيرت شروط الإتفاقية النظام السياسي لسلطة الهتمان. و في المنظور الإجتماعي الإقتصادي للأشياء, قاموا بإعادة تجديد أشكال ملكية الأرض ما قبل الحرب. و التغيرات في مسار السياسة الخارجية بالإضافة إلى تدابيرالشعب الوحشية في منطقة الضفة اليسرى لأوكرانيا زادت من إستياء القوزاق من حكم فيهوفسكى و كونت إنشقاق في الدولة حدث مثله من قبل. و قد أدى ذلك إلى تكوين مجموعة صفوة كانت تمثل خطورة لوحدة أقاليم الدولة. و قد ظهرميل من ضباط الضفة اليسرى بالتوجه نحو روسيا في حين كان توجه ضباط الضفة اليمنى نحو وارسو و قد أصبح أكثر عمقا في ذلك الوقت.

 

و لم يتمكن يورى و هو الهتمان المنتخب حديثا ( حوالي 1641-1685) و ابن بوهدان خملنيتسكي من منع زيادة أعراض الإضطراب. و قد إعترفت إتفاقية شودنيفسكي عمليا و التي وضعها أثناء الحملة العسكرية في 1660 بصلاحية إتفاقية الهدياك. و في عام1663تنازل يورى خملنيتسكى عن العرش بسبب حرمانه من الدعم السياسي الحقيقي. و وصل صولجان حكم الهتمان في الضفة اليسرى من أوكرانيا- بسبب دعم التتار- إلى أيادى السكرتير العام (بيسار) تيتريا. وبالقرب من مدينة نيزهين في عام 1663, الكورنا رادا, كما يطلقون عليها في  الضفة اليسرى من أوكرانيا, تم إنتخاب رئيس القوزاق بريوخوبيتسكي ( ؟-1668) ليكون الهتمان. و قد كان ذلك إنقسام أوكرانيا القوزاق إلى دولتين. وتم تأكيد التوزيع الكامل  لأراضي  أوكرانيا عن طريق هدنة أندوسيف عام 1667 بين موسكو و ريتش بوسبوليتا. و قد ظلت الضفة اليسرى و كييف مع الإقليم المحيط مع موسكو. و ظلت الضفة اليمنى مع بولندا.  و كانت زابوريزهيا خاضعة للدولتين. وفي وقت لاحق تم تأكيد تقطيع أوصال الإقليم من خلال معاهدة يطلق عليها السلام " الأبدي" عام 1686.

 

و قد جعل توقيع إتفاقية أندوسيف إعادة توحيد الأراضى الأوكرانية أكثر إشكالية. وقد كان لا يزال تناقضات إجتماعية سياسية عميقة بين صفوة الدولة الذين توجهوا نحو القوى الأجنبية المختلفة وتدخلهم المستمرفي الحياة المحلية في أوكرانيا, وكل من المنطقتين إرتبطت في دولة واحدة بعوامل سياسية و إقتصادية. و قد أصبحت مظاهر إندماج كل من الضفة اليسرى و اليمنى واضحة في فترة حكم دوروشنكو (1627-1698) و الذي كان كولونيل من بريلوكى. و بكونه إحدى أتباع محاربي  خملنيتسكى, فقد إنتمى هتمان الضفة اليسرى إلى المؤيدين المقتنعين بوجود دولة أوكرانية قوية وحيدة. و من أجل تحقيق هذا الهدف, بدأ في القتال مع البولنديين و عمل إتفاقية مع التتار. ثم تفاوض مع ممثلي قيصر موسكو و هتمان الضفة اليسرى بريوخوفتسكي. وقد نجح في توحيد كل من الإقليمين تحت صولجانه لفترة قصيرة. و تدخل روسيا و ريتش بوسبوليتا الذي شن حملة ضد الهتمان جعل هذا الإنتصار غير مستقر. و قد ثبت دخول أوكرانيا القوزاق في دوامة جديدة من الكفاح السياسي و الحروب الضروس. و في بداية يوليو 1668, كان يجب على دوروشنكو مغادرة الضفة اليسرى من أوكرانيا. ثم في مارس 1669 في مجلس القوزاق في هليوخيف, قاموا بإنتخاب كولونيل من شيرنيهيف و قامت موسكو بتدعيمه و هو منوهوهريشنى (؟-1696) ليكون هتمان الضفة اليسرى من أوكرانيا. و قد وضعت الإتفاقية التي وضعها مع  حكومة موسكو حدا لسيادة الدولة الأوكرانية.

 

ووفقا للشروط الجديدة, إنحنى دوروشنكو الذي كان يؤيده مجلس الكورسون في مارس 1669 لقبول حكومة وصاية تركيا. و في الوقت نفسه, لم يكن يظن أنه من المستحيل التوصل إلى تفاهم مع موسكو أو ريتش بوسبوليتا و لكن بشرط أن تعترف حكوماتهما بحقوق السيادة لأوكرانيا القوزاق الوحيدة. و قد إنتهت حياة دوروشنكو السياسية في عام 1676.

 

و في المجلس العام في بيرياسلاف, تم إنتخاب القاضي العام صامويلوفيتش هتمان لأوكرانيا القوزاق على كلا جانبي الدنبرو. و قد نجح في حمل صولجان الهتمان لمدة خمسة عشر عاما. وقد كان الحاكم المطلق و مواليا لضباطه وللقيصر. و قد كان متوجها نحو تكوين الدولة الأرستقراطية مع سلطة الهتمان. وقد قاوم محاولات رؤساء زابوريزهيا لتأكيد الإستقلال السياسي و قد عبر عن إستيائه من حكومة موسكو. و قد نددوا بحق الضفة اليسرى من أوكرانيا لصالح بولندا. و قد حاول جذب إنتباه كل من موسكو و ريتش بوسبوليتا إلى حقيقة أن أراضي الضفة اليمنى لأوكرانيا والأراضى الأوكرانية الغربية مع الضفة اليسرى من أوكرانيا يمكن أن تكون دولة واحدة.

 

وفي أواخر القرن السابع عشر, كان يمكن ملاحظة التغيرات الهامة في المجال الإجتماعى للحياة في أوكرانيا القوزاق. و قد كانت دولة الهتمان نظام إجتماعي متعدد الطبقات. و كان السكان يتكونون بشكل رئيسي من الفلاحين الذين ناضلوا من أجل حريتهم الشخصية بالأسلحة و لبعض من الوقت إمتلكوا أراضيهم. و بأي حال من الأحوال, وفقا لظروف تاريخية, فإن كل أعمال إدارة الهتمان ( إقتصادية و سياسية إجتماعية) كانت خاضعة لمصالح طبقات القوزاق العليا. وقد كانوا الطبقة المميزة في المجتمع في ذلك الوقت. و قد حصلوا على حق إمتلاك الأرض و تشغيلهم في النشاط الإنتاجي و المشاركة في الحياة السياسية في الدولة.

 

و قد أثرت العضوية الأوكرانية أيضا في حكومة موسكو في تطورها الإقتصادي. وبشكل خاص, حدثت بعض التغيرات في التجارة الخارجية و العلاقات الإقتصادية في دولة الهتمان. و قد فقدت البلد طرق تجارتها و أسواق مبيعاتها الغربية التقليدية. وقد أعيد توجيهها تدريجيا نحو موسكو.

 

و مؤسسات نظام الدولة الأوكرانية التي تشكلت في سنوات حرب التحرير ظلت تعمل في النصف الثانى من القرن السابع عشر داخل حدود دولة الهتمان. و بأي حال من الأحوال, بدأت الحكومة الروسية تقييد ثم تصفية النظام العسكري السياسي التقليدي في أوكرانيا. و هجوم موسكو لمس أيضا الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية و التي كانت منذ 1686 خاضعة لبطريركية موسكو. والعقود بعد عام 1654 أعطت قوة دفع للعمليات التدريجية و لكن المرنة عندما فقدت الدولة الأوكرانية مظاهر عرقيتها و تم تصفية المؤسسة الإجتماعية السياسية بأكملها.

 

عربي | ENG web design - Wizardry   Sitemap