يناير 7, 2016 توسيع جغرافية التصدير الزراعي يعد إنجازا هاما لأوكرانيا في عام 2015       يونيو 4, 2015 العراق يريد استيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا بدون وسطاء

الصور

الفيديو

أسعار العملات العربية بالعملة الأوكرانية:

AED
BHD
EGP
KWD
LBP
OMR
QAR
SAR
SYP

2015-07-06

+32 كييف
+28 دونيتسك
+31 دنيبروبيتروفسك
+31 لفيف
+27 أوديسا

روسيا الكييفية

في عام 882 ذكر في التواريخ القديمة أن أوليغ أمير نوفكورود قتل الأميرين أسكولد ودير واعتلي عرش كييف. وأصبح حاكما لكييف أو روس القديمة أول دولة السلاف القدامي. التي سرعان ما تحولت إلى إحدي أغني بلدان أوروبا في القرون الوسطي, فهي لعبت دورا مهما في حياة القارة السياسية. فقد أدت دور الحاجز الذي حمي الحضارة الأوربية من الشرق القبلي, وأصبحت كييف عاصمة الدولة.


وكان لدولة روس القديمة متعددة الإثنيات نظام الحكم الملكي, وعندما أعلن الأمير أوليغ وخلفاؤه كييف مركز روس السياسي أولوا الاهتمام البالغ بمشكلة توحيد الإمارات القبلية التي أحاطت بكييف. وكذلك اهتم بقوة مؤسسات الحكم المركزية لتطبيقها على أراضيه, ووقع كل الشعوب السلافية الشرقية وكذلك كثير من الشعوب غير السلافية تحت سلطة أمير كييف في نهاية القرن العاشر. وانتشرت روس الكييفية من البحر الأسود حتى البحر الأبيض, ومن جبال كارباتيا حتى نهر الفولغا. واتساع الأراضي تتطلب توافرا محدودا للغة المعينة والخصائص الحضارية.

 

 ولعب جيش الأمير دور النخبة الحكومية لروس الكييفية حتى مطلع القرن الحادي عشر. وخدم المحاربون القدامي كمستشاري الأمير في أهم القضايا ذات العلاقة بالدولة. واحتلوا كل المناصب الإدارية ووظائف القصر الأميري. وخلال حكم ياروسلاف الحكيم ما بين عامي 1019 و 1054 أدي رجالات الدولة القدامي الوظائف العسكرية وكانت الشئون الإدارية والتشريعية منوطة بالبويار  الأرستقراطية  القبلية القديمة.

 

و أمراء كييف في القرنين التاسع والعاشر الذين أعاروا أكبر اهتمام لتعزيز سلطات الدولة الاقتصادية والسياسية, وحصنوا المدن ونظموا الإجراءات القضائية والنظام المالي ونظموا التزامات الشعب المحكوم. وخلال حكم الأميرة أولغا تمت المحاولة الأولى لطرد الوثنية واستبدالها بالمسيحية تقريبا في عام 946. ولكن لم يتم إعلان المسيحية دين الدولة في روسيا إلا في سنة 988 من قبل الأميرفلاديمير ابن سفاتوسلاف.  وتم تنشيط العلاقات الدبلوماسية بين دولة الروس القديمة والدول المجاورة كبيزنطة والإمبراطورية الألمانية, خلال منتصف القرن العاشر بعد سقوط دولة الخزر.

 

الحملات العسكرية لأمراء كييف لعبت دورا مهما في توسيع أراضي روس الكييفية وتقوية سلطاتها في أعين الشعوب المجاورة. ويذكر لنا (تاريخ السنوات الماضية) الحملة الناجحة الفائزة للأمير أوليغ لمدينة القسطنطينية عام 907, الذي أبرم اتفاقية السلام مع القيصر البيزنطي, وبعد عدة سنوات قام الروس بعدة حملات على أراضي الخلافة العربية. وفي العقد الرابع للقرن العاشر قام الأمير ايجور خليفة أوليغ ببعض الحملات العسكرية على شرقي شبه جزيرة القرم وكذلك على مدينة تامان وبيزنطة وشواطئ بحر قزوين. ولوحظت الأنشطة العسكرية لدولة الروس القديمة في العقدين السادس والسابع للقرن العاشر خلال حكم الأمير سفاتوسلاف الذي حكم ما بين عامي  964 و 972.  
 

وتم تكوين الشعب الروسي القديم خلال حكم الأمير فلاديمير ابن الأمير سفاتوسلاف الذي حكم ما بين عامي 978 و 1015 وتم تعزيز ملحوظ للقوة الاقتصادية والسياسية للدولة وسلطة الأمير وتنظيم القوانين خلال حكمه والحملات العسكرية الناجحة للأمبر وسعت حدود الأراضي الروسية, وانتهت عملية تشكيل دولة الروس القديمة في بداية القرن الحادي عشر.

 

تحت حكم ياروسلاف الحكيم, وشهد هذا العصر أكبر توسع لروس الكييفية. وازدادت السمعة الدولية للدولة بحكم علاقات الأمير العائلية والدبلوماسية. وبذل الأمير ياروسلاف قصاري جهده لإخماد الحرب الأهلية التي نشبت بعد وفاة الأمير فلاديمير. ولحماية أراضي الدولة من الحملات القبلية وتحت حكم ياروسلاف ازدادت أهمية المدن في المجال الاقتصادي والثقافي, وتم تجديد العلاقات بين مختلف الأقاليم. الأمر الذي ساعد على رفع مستوي التجارة, الزراعة, الصناعات الحرفية. وتم سن المدونة الأولى لدولة روس الكييفية كمجموعة القوانين المعروفة  بالحقيقة الروسية , وللأسف تورط خلفاء الأمير في كثير من النزاعات التي كانت لابد أن ينتج عنها انهيار وحدة دولة الروس.


ولم يحدث إلا في مطلع القرن الثاني عشر أن تمكن الأمير فلاديمير مونوماخ الذي حكم ما بين عامي 1113 و 1125 من وقف تلك النزاعات لمدة محددة. وحدث خلال حكمه أن ازدادت سلطة كييف كعاصمة, وتم توسيع سلطة أمير كييف إلي كل الإمارات الكبيرة وكذلك الأمراء الاّخرين. وبمبادرته عقد اجتماع الأمراء للبت في الأمور المهمة والقضايا المتنازع عليها, وتم توطيد مكانة الدولة الداخلية والخارجية, فنشأت في هذه المرحلة خصائص نظام القرون الوسطي السياسي الاجتماعي مع الملكية الاقطاعية الكبيرة وبعض التوجهات الأيديولوجية والدينية والسياسية نشأ في روس الكييفية.


وبعد العقد الثالث للقرن الثاني عشر أخذ انهيار دولة روس القديمة المنحي الذي لارجعة عنه. وتم تقسيم أراضي الدولة الجديدة والقوية على عدة إمارات مستقلة. وحكامها لم يوقفوا الصراعات العسكرية المسلحة حتى منتصف القرن الثالث عشر. وأصبحت سلطة أمير كييف كرئيس الدولة شكلية. ولكن كل هذا لم يؤد إلى انهيار دولة روس القديمة الكامل, وبقيت كييف عاصمتها. وتم تبديل سلطة أمير كييف الشخصية بالحكومة غير الموحدة المتمثلة في زمرة الأمراء الأكثر أهمية وقوة. وتم تغيير الملكية المركزية الموحدة إلى الملكية الفيدرالية التي لم تعد لها القوة بقدر سابقتها.


ولم تؤثر فترة الانهيار الإقطاعي على أراضي الروس القديمة في تطورها الحضاري والاجتماعي الاقتصادي والسياسي فقط ,بل أدخلت بعض التعديلات على تحديدات الدول الجغرافية خصوصا وأنه تمت صياغة مصطلح أوكرانيا في تاريخ كييف لعام 1187 لتسمية الجزء الجنوبي لأراضي روسيا, التي شملت كييف, بيرياسلف وتشيرنيكف.  وبعد مرور الوقت أطلق هذا الاسم على هالتشنا فولين وبوديلا. وبرغم المحاولات العديدة لتوحيد الإمارات المفصولة بعضها عن بعض بالحدود التي تمت خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر, تم الإضعاف السياسي والاقتصادي لروس الكييفية عام 1237 فقد عانت الغزوات المغولية والتتارية تحت قيادة باتو خان, واستمر حكم الجيش المغولي في أراضي أوكرانيا أكثر من قرنين.